Skip to content

رسالة مفتوحة إلى رشيدة طليب

رسالة مفتوحة رشيدة طليب

حضرة النائبة رشيدة طليب،

نحيي المواقف التي اتخذتيها إلى جانب الحرية والحق والعدالة. ففي حين تمسّك معظم المتضامنين معنا بطرح الدولتين، دافعتي على مدى سنوات عن مبادئ المساواة والديمقراطية ودعيتي رغم كل الضغط الذي تعرضتي له لإنهاء الاحتلال والفصل العنصري وإقامة دولة ديمقراطية واحدة، لكل مواطنيها، من النهر إلى البحر.

كما تعملين، لطالما كان هذا الطرح هو الطرح الفلسطيني التحرري. فإحيائك له هو بمثابة عودة لثوابتنا الوطنية الفلسطينية. كما أنه يشكّل مخرجًا لليهود الذين يستخدمهم المشروع الصهيوني لاستعمار فلسطين والذين يمارس باسمهم إبادة جماعية. بالإضافة إلى ذلك، إن رفض طرح الدولتين وتبني خيار علماني وديمقراطي لفلسطين يشكّل ضمانة للمجتمع الأمريكي نفسه.

فخطر طرح الدولتين لا يقتصر على فلسطين. إن فكرة إنهاء العنف في فلسطين من خلال فصل اليهود عن غير اليهود تفترض ضمنًا أن البشرية مكوّنة من مجموعات هوياتية عدوانية وأن السلام يشترط بالتالي فصل هذه المجموعات القبلية عن بعضها البعض. إن هذا المقاربة الهوياتية والعنصرية خطر على نسيج المجتمعات البشرية أجمع، المكوّنة بطبيعة الحال من أفراد من خلفيات إثنية ودينية وجندرية وغيرها مختلفة. والمجتمع الأمريكي بشكل خاص معرّض للتفتيت: فالإحصاءات تشير إلى أن ما يقارب نصف الناخبين يرون أنه قد حان الوقت لتقسيم الولايات المتحدة على أسس هوياتية. وعليه، إن التطبيع مع طرح الدولتين لا يفتت المجتمع الفلسطيني المستهدف فحسب بل كافة المجتمعات التي يحتكّ المشروع الصهيوني بها، ولاسيما المجتمع الأمريكي. والنواب والسياسيون الذين يرفضونه يقومون بواجبهم الأخلاقي تجاه شعبنا كما بواجبهم السياسي تجاه ناخبيهم ومجتمعهم.

نشكرك، حضرة النائبة، على موقفك المتقدّم إلى جانب الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وفي الولايات المتحدة. نحن في مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة وكل الموقعون على هذه الرسالة ندعو جميع السياسيين الأمريكيين للاقتداء بموقفك. وندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في الولايات المتحدة إلى المجاهرة بتبني مشروع إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية من نهرها إلى بحرها. وندعو كل الناخبين الأمريكيين ألّا يختاروا بين “أهون الشرّين” بل أن يدلوا بأصواتهم لصالح مرشحين يجاهرون بتبنيهم هذه الرؤية. وأخيرًا، ندعو الجميع للانخراط في تنظيمات سياسية ترفض تسييس الهويات وتدعم الانتقال من الصهيونية إلى الحرية والديمقراطية في فلسطين وتحمل مشروعًا علمانيًا بكل ما للكلمة من معنى في الولايات المتحدة.

لقد وقع 18623 شخص على هذه الرسالة. يمكنكم الاطلاع على أسمائهم.

إذا كنتم توافقون على مضمون هذه الرسالة، ندعوكم للتسجيل كمؤيدين لطرح الدولة الديمقراطية الواحدة عبر الاستمارة أدناه: